غَريبةٌ هي مباريات الركلات الجزاء الترجيحية،
لأنها ببساطة تُنْسِي الكل ما حدث في الـ90دقيقة، والتي مَحَتها الليلة
مِمْحَاة "البايرن"، وريال أخر ظهر في الضربات فأعلن انتحاره مع أولى
الضربات رغمًا حتى عن أمال القديس، موقعةٌ أوفت بكل العهود، وجدنا فيها
التعويض عن أمسية الأمس الدفاعية، لم تكن سرقة، بل كانت نتيجة بالاستحقاق.
ومن جديد الحظ يتمنع عن الإسبان، وأسرع برحلته من برشلونة نحو عاصمة
الملوك، اسمعها الليلة في "جول" قبل أن تقرأها في مكانٍ أخر، سقط الأبيض
ومفيش حد أحسن من حد.
ليلة اللعب الجميل .. ظل فيها الحسن الطريقرغم
الخسارة المرة ، إلا ان ليلة مدريد لم تكن حزينة إلى ذاك الحد،خصوصا و أن
هناك رابح آخر الى جانب 'البافاري' ، وهو أيضاً ضيف جمهور "البرنابيو"
العاشق و المهذب . إنه الميستر "اللّعب الجميل" ورفيق دربه عامل الإثارة
والتشويق . تخلف عنهم نجم الليلة المدريدية الحسم الغدار ، الذي أختار
البقاء متأخراً الى أخر ركلة للجزاء.
ضربات الجزاء .. تمنح الريال جزاء إهدارهكل
من شاهد المباراة من الملعب أم خارجه، حتى المشاهد كان شاهداً على فرص
ضاعت من مدريد، عموديًا من المدافع نحو المهاجم. وأفقيًا من الظهير نحو
الظهير وحتى الجناح نحو الجناح. ثم على امتداد الوقت من الصافرة إلى
الصافرة. أنت من مُنِحْتَ وتَنَكَّرْتَ، عليك أن تتجرع بصبر يا مدريد.
حتى الحراس سواء في الصَّدصدتان
للكل، هكذا كان عنوان نزال الحراس. ليكون الميل في نزال من انْبَرَا
للتنفيذ، فأبْرَأ "ألونسو" ذمته، ليتحمل "الدون" و "كاكا" و "راموس" جرم
الإقصاء المشؤوم. "مورينيو" كان وقفًا على ركبتيه في مشهد لم يتمناه
العديد، لكن حسابه على الأقل لن يكون كحساب رجل الغريم، فكل شيء حسم على
الأقدام، ولم يكن لِنزال المذكرات و الأقلام أو حتى التغييرات أي دخل في
ليلة مدريد
.
عقدة جديدة .. لكنها جميلة في نصف النهائيمدريد
الذي كان حبيس الدور الثاني، أصبح اليوم واقفًا على الأعتاب. ربما هي ليست
بالعقدة، فلنقل إنها "إعادةٌ للكرة"، لكن هذه المرة، ليس من عدو إسباني
متميز بأشواط، بل من قرين ساعفته الظروف. فحسمت معركة الإسبان، وحل ثأر
جديد هناك للبيض، وهنا "لِحُمْرِ البافار".
ربما تحتاج الحقيقة
لجرأة، قد تضحي فيها بمكانك أو تتقبل في سبيلها ما كنت في غنى عنه، لكن
الحق يقال: لعبة القدر لن تنقص من تفوق الإسبان، إن تواروا على مرتين. فل
يحدث ذلك تحت قميص واحد. وعلى الأقل فنحن متأكدون أن الكأس لن تكون إسبانية
ولننتظر جميعًا رؤية الكأس بيد من ؟